السفير الجزائري تحت الحصار الأمني وتهديدات بالقتل تحاصر 17 مصرياً في الجزائر
أجواء التوتر والشد العصبي تخيم على مصر والجزائر قبل 24 ساعة من انطلاق الفاصلة في الخرطوم
القاهرة ـ ياسر قطب والسيد خطاب وخالد كامل الخرطوم ـ نصر عبدالحي و(الوكالات) - الثلاثاء 17 نوفمبر 2009
--------------------------------------------------------------------------------
مع تبقي 24 ساعة على انطلاق مباراة المصير للبطاقة الإفريقية الأخيرة المؤهلة لمونديال جنوب إفريقيا والمتأرجحة بين مصر والجزائر، لازال الاهتمام البالغ المشوب بالتوتر يخيم على البلدان الثلاث مصر والجزائر والدولة المضيفة السودان.
ففي القاهرة وضع منزل السفير الجزائري عبد القادر الحجار تحت الحراسة الأمنية المشددة للغاية بســبب الأحــداث الســاخنة والمثيرة الدائرة حاليــا بين مصر والجزائر.
وتحول منـــزل السفير الجزائـــري وأيضا مقر السفارة إلى ثكنة عسكرية حيث اصطفت أمامهما سـيارات الشـــرطة المدرعة وتخطــــى عددها أمام منزل السفير أكثر من 20 سيارة وهو ما ســـبب ضيقا شديدا جدا للمصريين المقيمين بجوار منزل السفير حيث أصبح الدخول والخروج من المنطقة المحيطة بالمنزل صعباً للغاية.
وتخشى السلطات المصرية من القيام بعمليات رد تجاه الجزائريين المقيمين بالقاهرة في حالة استمرار الاعتداءات على المصريين بالجزائر.
وفي العاصمة الجزائرية يعيش 17 مواطنا مصريا من قرية المدامود بالأقصر مأساة حقيقية تتمثل في احتجازهم في فندق بالعاصمة الجزائرية الجزائر من يوم الأربعاء الماضي بعد تلقيهم تهديدات بالقتل من متعصبين جزائريين على خلفية مباراة مصر والجزائر في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 .
وناشدت أسر العمال المصريين الـ17 على لسان عمر فتحي الديب الرئيس مبارك ووزير الخارجية أحمد أبو الغيط والسلطات المعنية التدخل لتوفير الحماية لأبنائهم وإعادتهم لعملهم أو إعادتهم لمصر وضمان حصولهم على مستحقاتهم المالية كاملة.
استدعاء السفير الجزائري
استدعت وزارة الخارجية المصرية أمس سفير الجزائر في القاهرة عبد القادر حجار للتأكد من أن سلطات بلاده تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المصريين في الجزائر.
وقال مساعد وزير الخارجية المصري للشــؤون العربية عبـد الرحمن صلاح للصحافيين إنه التقى السفير الجزائـــري "للتأكد من أن السلطـــات الجزائريـــة تقوم بالواجب المطلــوب منها لتأمين المواطنين المصريين الموجوديـن بالجزائر وحمايـــة المصالح المصرية في أعقاب التقارير التي وردت إلينا من سفارتنا هناك والتي تفيد بتعرض بعض مواطنينا وبعض مصالحنا هناك لاعتداءات".
وفي تطور آخر نقلت وكالة الأنباء الفرنسية من الجزائر أن مشجعي كرة قدم جزائريين هاجموا الأحد نحو 15 فرعا لشركة أوراسكوم تليكوم الجزائر التابعة لمجموعة أوراسكوم المصرية ملحقين بها خسائر مادية تقدر بخمسة ملايين دولار كما أكد مدير الاتصالات في الشركة حميد جرين أمس الاثنين في الجزائر العاصمة. وقام المشجعون الجزائريون بتخريب وسرقة أثاث أربعة من الطوابق الستة للمبنى الذي تمركزت أمامه الاثنين شاحنات لشرطة مكافحة الشغب كما أفاد مراسل (فرانس برس).
إقبال كبير على تذاكر المباراة
وعلى صعيد الحشد الجماهيري اضطرت السلطات الجزائرية لبيع تذاكر السفر إلى العاصمة السودانية الخرطوم بملعب الخامس من يوليو بالعاصمة الجزائر بدلا من مكاتب شركة الخطوط الجوية الجزائرية بسبب التهافت الكبير للمشجعين على مقار الشركة.
وقال مسؤول في الشركة لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الشركة قررت صباح أمس الاثنين نقل عملية بيع تذاكر السفر لأكبر ملعب في الجزائر لتضمنه عدة منافذ للبيع مقارنة بمقار الشركة في وسط المدينة بعد التدفق الجماهيري الكبير لاقتناء التذاكر والذي أدى لظهور عدة اختناقات مرورية.
ووجدت عناصر الشرطة صعوبة كبيرة في تهدئة وتوجيه الجماهير التي أتت لاقتناء تذاكر السفر على الطرق المؤدية للملعب.
وتحول مطار هواري بومدين الدولي إلى ساحة شبيهة بملاعب كرة القدم حيث غلب الهتاف للمنتخب الجزائري على الهدوء الذي سكن المكان في أوقات سابقة، فيما عرض العديد من الشباب أغراضهم الذاتية وهواتفهم المحمولة للبيع من أجل الحصول على نقود تنفعهم في السفر إلى السودان.
وبدت الجزائر صبيحة أمس وكأنها استفاقت من صدمة الخسارة أمام مصر في الوقت بدل الضائع حيث عادت مواكب المشجعين لتجوب شوارع مختلف المدن ربما بدرجة تفوق الساعات التي سبقت مباراة السبت الماضي.
وفي العاصمة المصرية تشهد القاهرة وعدد من المحافظات المصرية حركة غير عادية أمس واليوم لحجز تذاكر للســفر إلى السودان حيث وضح الإقبال الشديد من جميع فئات الشعب من جماهير ولاعبين قدامى وفنانين ورجال أعمال وأعضاء مجلس الشعب والشـــورى حيث تم تشكيل وفد لهذا الأمــر برئاسة النائب محمــد أبو العينين وكذلك يدرس عدد من الوزراء السفر وفي مقدمتهم وزير الاستثمار محمود محيي الدين.
وقد انهالت الاتصالات على اتحاد كرة القدم من الجماهير وعدد من مدربي كرة القدم بحثاً عن تذاكر للسفر وكذلك جرت اتصالات لسفر كل أعضاء مجلس إدارة اتحاد كرة القدم اليوم الثلاثاء للحاق بالبعثة حيث لم يسافر مع الفريق إلا سمير زاهر وهاني أبو ريدة وحازم الهواري.
وعلى صعيد آخر قرر اتحاد كرة القدم تأجيل جميع مباريات دوري القسم الثاني المقرر إقامتها غدا إلى الخميس وكذلك مباريات الناشئين لضمان التفرغ للمباراة الحاسمة.
أربع رحلات جزائرية
وفي الخرطوم بدأ الجمهور الجزائري في التوافد وبلغ عددهم حتى أمس ألف مشجع عبر أربع رحلات جزائرية وامتلأت شوارع الخرطوم بالأعلام الجزائرية التي بدأ توزيعها على السودانيين وبدأت العاصمة السودانية (الخرطوم) وكأنها تؤازر منتخب الجزائر بعد أن تحركت الســـفارة الجزائرية بالخرطوم مبكراً عكس شقيقتها المصرية ولعل وصول الجزائريين أولاً كان وراء هذا التحرك هذا وقد أعلنت الخطوط المصرية عن تسيير رحلات إضافية لإيصال المشجعين المصريين هذا وتوجد جالية كبيرة لمصر بالخرطوم.
تدرب أمس المنتخب المصري على أرض ملعــب المريخ وكان المنتخب الجزائري قد سبقه للتدريب على أرض ملعب المريخ ملعب المباراة.
منح كل منتخب عشرة آلاف تذكرة على أن يكون بقية التذاكر وعددهــــا (15) ألـــف تذكرة عشرة آلاف منها للجمهور السوداني الذي احتشد منذ أمس على الأماكن التي تقرر أن يتم فيها البيع وتقرر أن يبدأ البيع صباح اليوم الثلاثاء ويستمر حتى قبل ساعات من انطلاق المباراة يوم غد الأربعاء بملاعب الهلال والخرطوم ودار الرياضة بأم درمان وملعب التحرير بالخرطوم بحري والخمسة البقية للدستوريين والدبلوماسيين. تم تأمين الكهرباء لملعب المباراة كما تم رصف كل الشوارع المؤدية للملعب مع رصف كل المناطق المجاورة للملعب وحدث تعديل كبير داخل ملعب المريخ وأصبح الملعب جاهزا لمباراة الغد.
وسوف يختتم المنتخبان إعدادهما اليوم حيث يتدرب المنتخب الجزائري بملعب المباراة فيما يتدرب المنتخب المصري على أرض ملعب الهلال.